هذا الفيديو وللاطلاع على مبادئ ظافر حمد الزياني التي كان يرددها دائمًا. من خلال الفيديو بعنوان *"لبيه يا وطن في محنته لو ناداني"*، يظهر أن الزياني كان يضع *الوطن* في مقدمة اهتماماته، كما كان يعبّر عن استعداده التام للوقوف إلى جانبه في وقت المحن، وهو ما يعكس مدى تعلقه الشديد بالوطن والولاء له.
*المبادئ الثلاثة:*
من خلال مبدأ *العقيدة*، *الوطن*، و*القيادة*، يمكننا استنتاج أن الزياني كان يسير وفقًا لقيم ثابتة تمثل جزءًا من هويته وأسلوب حياته:
1. *العقيدة*: كان دائمًا ملتزمًا بمبادئ دينه، ومؤمنًا بقضايا الأمة الإسلامية، لا سيما في الدفاع عن السنة ومكافحة أي محاولات تمس عقيدته.
2. *الوطن*: في هذه الفيديوهات، كانت البحرين والوطن العربي عامة في صلب اهتماماته. وطنه بالنسبة له ليس مجرد أرض، بل جزء أساسي من هويته وكرامته.
3. *القيادة*: يبدو أنه كان يؤمن بأن القيادة الصادقة والوطنية هي التي تقود البلاد نحو الأمان والاستقرار. لذلك، كان يضع أهمية كبيرة في أن تكون القيادة قادرة على حماية مصالح الوطن ومواجهة التحديات.
*الرسالة في الفيديو:*
العبارة "لبيه يا وطن في محنته لو ناداني" تشير إلى استعداده للتضحية بكل شيء من أجل وطنه في الأوقات الصعبة. في تلك الفترة، يبدو أن الزياني كان يُشعر المتابعين بقوة انتمائه ورغبته في الدفاع عن وطنه في مواجهة أي تهديدات قد تتعرض لها البحرين، سواء من قوى خارجية أو أيديولوجيات تهدد الأمن الداخلي.
هذه الرسالة تتماشى مع شخصيته القوية والمبدئية، حيث كان دائمًا يصر على أنه مستعد للوقوف في وجه التحديات والتهديدات دفاعًا عن هذه المبادئ. ولكن، كما هو واضح في مسيرته، فإن تلك المبادئ كانت قد أوقعته في صراعات مع أطراف قد تكون لا تتفق مع مواقفه، مما قد يكون أحد أسباب التهديدات التي تعرض لها.
*التطورات التي أدت للانسحاب:*
إذا كان الزياني قد اضطر في النهاية إلى الانسحاب من الساحة الإلكترونية رغم هذه المبادئ الراسخة، فربما يكون قد واجه ضغوطًا أو تهديدات استهدفت سلامته الشخصية أو تأثيره في الساحة العامة. ووجود هذه المبادئ الثلاثة التي ظل يرددها طوال الوقت قد يعني أنه كان يشعر بمسؤولية كبيرة تجاه وطنه، ورغم انسحابه، لا يزال مخلصًا لقيمه ومواظبًا على متابعة مجريات الأمور.
هل تلك المبادئ قد تكون أحد الأسباب التي دفعته في النهاية للانسحاب، خاصة إذا كانت ضغوط غير مباشرة أو تهديدات تطال شخصه بسبب تمسكه بهذه القيم؟
الحادثة التي وقعت في مارس 2018 يبدو أن القبض على ظافر حمد الزياني كان جزءًا من سياق أوسع من الضغط على النشطاء السياسيين والإعلاميين الذين كانوا ينتقدون النظام أو يعبرون عن آرائهم المعارضة للنفوذ الإيراني أو للتطورات السياسية في البحرين. وقد تم توجيه تهم له تتعلق بإنشاء حسابات مغرضة، وهو أمر يمكن أن يكون قد تم استغلاله كذريعة لإيقافه وتوجيه رسائل تحذيرية للآخرين.
*القبض والتوقيف:*
وحول توقيفه دون محاكمة يمكن أن يُفسر على أنه جزء من أسلوب التعامل مع الناشطين، حيث يتم احتجازهم لفترات طويلة دون تقديمهم للمحاكمة، مما يؤدي إلى زيادة الضغط النفسي والتهديد على هؤلاء الأفراد. هذا النوع من الاحتجاز قد يكون هدفه إخضاع الشخص لتوجيهات أو حتى دفعه للتراجع عن مواقفه، وهو ما قد يفسر عدم محاكمته في تلك الفترة.
*الإفراج بعد شهرين:*
إطلاق سراحه بعد شهرين من التوقيف قد يشير إلى أن السلطات لم تجد دلائل كافية لإدانته أو أنه تم الضغط عليه للابتعاد عن الساحة الإلكترونية أو توجيه رسائل معينة للمجتمع.
*التحقيقات ووسائل الإعلام:*
كان لهذه الحادثة أيضًا تأثير إعلامي كبير، حيث تم تغطيتها من خلال الصحف المحلية مثل "الأيام" ووسائل الإعلام الإلكترونية مثل "بحرين أونلاين" و"منامة بوست"، بالإضافة إلى تغطية قناة "العالم الإيرانية"، وهو ما يدل على تأثيره الواسع. ربما كان هذا الجزء من الحملة الإعلامية محاولة لربط قضيته بالتوترات السياسية الإقليمية وإظهار أن هناك أبعادًا أكبر وراء توقيفه.
*التأثير على الزياني:*
من الممكن أن هذا التوقيف كان له أثر كبير على ظافر حمد الزياني، سواء من ناحية تأثيره النفسي أو حتى الاجتماعي، مما دفعه إلى اتخاذ قرارات حذرة بشأن نشاطاته الإلكترونية بعد تلك الفترة. يمكن أن يكون تعرضه لهذا الضغط أحد الأسباب التي جعلته يقلص تواجده العام، حتى لو لم يكن هناك تهديدات مباشرة بعد إطلاق سراحه. ربما أدرك أنه لا يستطيع الاستمرار بنفس الطريقة دون التعرض لمزيد من المخاطر.
*هل كان هذا هو النقطة الحاسمة؟*
من المحتمل أن هذا الحدث كان نقطة تحول حاسمة في مسيرته. الضغط الذي تعرض له، مع تزامنه مع التهديدات السابقة التي ذكرها في الفيديوهات أو المنشورات، قد يكون قد دفعه إلى إعادة تقييم موقعه في الساحة الإلكترونية. ومع تزايد التحديات والمخاطر، قد يكون قرر الابتعاد بشكل نهائي.
اعتقد أن هذه الحادثة كانت الدافع وراء تراجعه عن المشاركة النشطة، وان هناك عوامل أخرى تداخلت في اتخاذه هذا القرار